الخوف من الفقد: حين تتحول مشاعرنا إلى سجون خفية

حين يتحول الخوف من الفقد إلى سلوك يومي: الخوف من الفقد شعور خفي يسيطر على علاقاتنا وقراراتنا اليومية دون أن نشعر. هذا المقال يعالج بعمق كيف نتحرر من سطوته ونستعيد ثقتنا في الحب والارتباط.

الخوف من الفقد: حين تتحول مشاعرنا إلى سجون خفية
التعلق الصامت: لماذا نخاف من الفقد أكثر من الفقد نفسه؟


مشاعرنا التي لا نبوح بها تصنع أقفاصًا من ذهب

هناك نوع من الألم لا يعلن نفسه، لا يأتي صاخبًا ولا يطرق أبواب القلب بوضوح، بل يتسلل في صمت، يسكن في الزوايا المعتمة من النفس، ثم يبدأ بهدوء في تغيير ملامح الحياة من الداخل. إنه الخوف من الفقد، ذاك الهاجس الذي لا يرتبط بلحظة معينة، بل يعيش في احتمالية أن نفقد ما نحب، أن نستيقظ ذات صباح فلا نجد الشخص الذي اعتدنا وجوده، أن تمر الأيام وقد اختفى صوت كنا ننتظره، أو نظرة كنا نطمئن بها، أو حتى دور لعبناه طويلًا ثم سُحب منا فجأة دون مقدمات.

هذا الخوف لا يختار وقتًا معينًا ليظهر، بل يتقن التوقيت السيء، كأن يأتي في لحظة فرح فيلوثها، أو في لحظة قرب فيملأها بالقلق، أو في لحظة استقرار فيزعزع ثباتها. إنه لا يعيش في الحدث نفسه، بل في توقّعه، في التخيل المستمر للسيناريوهات الأسوأ، في إعادة سرد القصص التي لم تحدث بعد، وكأننا نصنع فيلم رعب داخل رؤوسنا ونصدقه بكل حواسنا.

الشخص الذي يعيش بهذا الخوف لا يبدو ضعيفًا في الظاهر، بل قد يكون أكثر الناس لطفًا ومرحًا واحتواءً، لكنه في داخله ينسج خيوطًا من الذعر الصامت، يخاف أن يفرط في التعلق فيخسره، أو أن يُظهر احتياجه فيُخذل، أو أن يطمئن فيُفاجأ بالغياب. لذلك هو يراقب كل شيء، يحلل كل كلمة، ويعيد تفسير كل تصرف، لا لأنه شكاك، بل لأنه متألم من احتمالات لا يملك لها حلاً.

وربما يختار أن يبتعد قبل أن يُؤذى، أو يختفي قبل أن يُنسى، أو يُخفي مشاعره حتى لا يُكشف ضعفه. وهنا يكمن عمق المأساة، أن يتحول هذا الخوف إلى أسلوب حياة، إلى احتياط دائم من الخيبة، إلى عزلة مشروطة باسم "الواقعية" أو "الذكاء العاطفي"، بينما هو في الحقيقة انسحاب من الحياة بدافع الخوف لا الحكمة.

مشاعرنا التي لا نبوح بها تصنع أقفاصًا من ذهب

هناك نوع من الألم لا يعلن نفسه، لا يأتي صاخبًا ولا يطرق أبواب القلب بوضوح، بل يتسلل في صمت، يسكن في الزوايا المعتمة من النفس، ثم يبدأ بهدوء في تغيير ملامح الحياة من الداخل. إنه الخوف من الفقد، ذاك الهاجس الذي لا يرتبط بلحظة معينة، بل يعيش في احتمالية أن نفقد ما نحب، أن نستيقظ ذات صباح فلا نجد الشخص الذي اعتدنا وجوده، أن تمر الأيام وقد اختفى صوت كنا ننتظره، أو نظرة كنا نطمئن بها، أو حتى دور لعبناه طويلًا ثم سُحب منا فجأة دون مقدمات.

هذا الخوف لا يختار وقتًا معينًا ليظهر، بل يتقن التوقيت السيء، كأن يأتي في لحظة فرح فيلوثها، أو في لحظة قرب فيملأها بالقلق، أو في لحظة استقرار فيزعزع ثباتها. إنه لا يعيش في الحدث نفسه، بل في توقّعه، في التخيل المستمر للسيناريوهات الأسوأ، في إعادة سرد القصص التي لم تحدث بعد، وكأننا نصنع فيلم رعب داخل رؤوسنا ونصدقه بكل حواسنا.

الشخص الذي يعيش بهذا الخوف لا يبدو ضعيفًا في الظاهر، بل قد يكون أكثر الناس لطفًا ومرحًا واحتواءً، لكنه في داخله ينسج خيوطًا من الذعر الصامت، يخاف أن يفرط في التعلق فيخسره، أو أن يُظهر احتياجه فيُخذل، أو أن يطمئن فيُفاجأ بالغياب. لذلك هو يراقب كل شيء، يحلل كل كلمة، ويعيد تفسير كل تصرف، لا لأنه شكاك، بل لأنه متألم من احتمالات لا يملك لها حلاً.

وربما يختار أن يبتعد قبل أن يُؤذى، أو يختفي قبل أن يُنسى، أو يُخفي مشاعره حتى لا يُكشف ضعفه. وهنا يكمن عمق المأساة، أن يتحول هذا الخوف إلى أسلوب حياة، إلى احتياط دائم من الخيبة، إلى عزلة مشروطة باسم "الواقعية" أو "الذكاء العاطفي"، بينما هو في الحقيقة انسحاب من الحياة بدافع الخوف لا الحكمة.